بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
مناضل سياسي وشاعر فلسطيني ولد في بيرزيت قضاء القدس عام 1924م، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في كليتها، وفي عام 1945م نال شهادة البكالوريوس في الادب والعلوم من الجامعة الأمريكية ببيروت، وعاد إلى فلسطين حيث عمل مدرساً للأدب العربي في مدرسة صهيون بالقدس، ثم درس الحقوق في معهد الحقوق الفلسطيني وعين عام 1947م أستاذاً للأدب العربي في الكلية الأهلية برام الله .
أصدر مع زملاءه بعد النكبة عام 1948م جريدة البعث في رام الله وفي عام 1949م أصدر مجلة الجيل الجديد في القدس.
انتسب كمال ناصر إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1952م وبعد فترة قصيرة غادر الأردن إلى الكويت، ثم عاد إلى القدس عام 1956م، وخاض الانتخابات النيابية ممثلاً لحزب البعث عن رام الله، فنجح فيها وأصبح عضواً في مجلس النواب الأردني، غادر الأردن إلى سوريا إثر حل البرلمان الأردني واستقالة حكومة سليمان النابلسي.
حضر كمال ناصر مؤتمر السلم العالمي الذي عقد في موسكو عام 1961م وفي عام 1956م زار باريس ضمن وفد سياسي عربي لشرح أبعاد القضية الفلسطينية للرأي العام الفرنسي.
بعد سقوط القدس عام 1967م في يد قوات الاحتلال الإسرائيلي آخذ كمال ناصر يناضل ضد الاحتلال فاعتقلته السلطات العسكرية الإسرائيلية وأودع سجن رام الله ثم نفته خارج الوطن.
انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في شباط عام 1969م وتولى رئاسة دائرة الإعلام والتوجيه القومي فيها، وأصبح الناطق الرسمي باسمها.
استشهد كمال ناصر في 10/4/1973م مع رفيقيه كمال عدوان وأبو يوسف النجار اثر الغارة الاسرائيلية على منازلهم في منطقة فردان في بيروت.
ترك كمال ناصر مجموعة كبيرة من الكتابات والأعمال الشعرية وأهم مآثره النثرية افتتاحيات مجلة (فلسطين الثورة) المجلة الرسمية الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، كما تولى رئاسة تحريرها منذ إصدارها في حزيران عام 1972م حتى تاريخ استشهاده.
تبنى كمال ناصر شعار الوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة القوى الثورية الفلسطينية ومارسه قولاً وفعلاً أثناء رئاسته لدائرة الإعلام والتوجيه القومي في منظمة التحرير الفلسطينية.
كان يؤمن إيماناً قاطعاً بأن القضية الفلسطينية هي محور التاريخ العربي المعاصر، كما كان يؤمن باستمرار الثورة الفلسطينية ويقدس مقاتليها حملة السلاح.
واليوم وبعد مرور إحدى وأربعون عاماً على استشهاد أولئك القادة الثلاثة، وبعد كل ذلك تبقى هذه المسيرة الخاصة بأولئك الشهداء القادة جزءاً لا ينفصم من مسيرة ثورتنا الفلسطينية العظيمة.
فأن هؤلاء الرواد الأوائل هم الذين أعطوا حياتهم كي يرتفع بنيان الثورة، وهم الذين شقوا الطريق الثوري بدمائهم الزكية، فلهم الرحمة الواسعة من عند الله تعالى ، ونحتسبهم شهداء بإذن الله تعالى.
رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته