الشهيد حسني سليم سليمان

admin
2019-09-01T22:57:00+04:00
الذاكرة
1 سبتمبر 2019
الشهيد حسني سليم سليمان

بقلم اللواء ركن عرابي كلوب

حسني سليم سليمان من مواليد الشيخ مونس قضاء يافا عام 1945م ، هاجرت أسرته إلى قرية جبلة قضاء قلقيلية أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وشردته من أرضه عام 1948م .

تلقى تعليمه الأساسي والإعدادي والثانوي ، حيث تقرر سفره للدراسة في الخارج قبل عام 1967م ، فالتحق بكلية الحقوق جامعة دمشق وحصل على ليسانس في القانون ومن ثم أكمل دراسته وحصل على الماجستير في القانون .

التحق حسني سليم سليمان بحركة فتح عام 1969م وعندما بدأ تشكيل هيئة القضاء الثوري الفلسطيني في دمشق نقل لممارسة عمله القضائي في الجهاز ، وخلال الحرب الأهلية اللبنانية عام 1976م نقل القاضي / حسني سليم للعمل محققاً في مركز التوقيف المركزي في لبنان .

نقل بعد ذلك إلى جهاز أمن الرئاسة ال17 ، وأوكلت إليه مسؤولية الأمن في قوات ال17 ، فكان على قدر المهمة التي أوكلت إليه .

كلف حسني سليم بمهمات بجهاز أمن الرئاسة وشارك في معارك الشرف والبطولة في بيروت ضد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م .

غادر حسني سليم بيروت مع انتقال القوات والقيادة إلى تونس وهناك كلف بمهمات صعبة ، حيث أشرف على معظم عمليات ملاحقة تنظيم الإرهابي صبري البنا ” أبو نضال ” .

كلف الأخ / حسني سليم من قبل الأخ / أبو الطيب قائد جهاز قوات ال17 عندما عين عضواً في لجنة لبنان لإعادة جزء من قواتنا العسكرية إلى الساحة اللبنانية وذلك للدفاع عن مخيماتنا الفلسطينية المتواجدة هناك ، أوكلت مهمة تسهيل إدخال قواتنا ومقاتلينا للقاضي / حسني سليم بعد أن تم إقامة محطة أمنية في قبرص لتكون بإمرته ، وفي قبرص كان الصراع بين جهاز أمن الرئاسة ال17 وبين جهاز الموساد الإسرائيلي على أشده ، لذلك كان القاضي / حسني سليم هدفاً للاغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي الذي فشل في الوصول إليه مرات عديدة لا سيما بعد نجاح عملية قتل عملاء الموساد الثلاثة في لارنكا .

في تلك الفترة عين القاضي / حسني سليم ( أبو سليم ) مسؤولاً لأمن الرئاسة في الساحة الرومانية لفترة من الوقت ، وعندما أصبحت الحاجة لإدخال الضابط والمقاتلين إلى جنوب لبنان عن طريق البحر صدرت الأوامر والتعليمات للقاضي / حسني سليم بالنزول إلى هناك لتولي مهمة تنظيم وتجميع قوات ال17 .

أرسل أعداد كثيرة من الضباط وكوادر الحركة عن طريق البحر وعدد آخر عن طريق مطار بيروت ، وبالرغم من أنه تم أسر عدد من الذاهبين إلى لبنان عن طريق البحر من قبل البحرية الإسرائيلية إلا أنه وصل إلى لبنان عدد كبير جداً .

بعد وصول هذه الأعداد الكبيرة واستقطاب العدد الأكبر من الكوادر المتواجدة على الساحة اللبنانية مما زاد فعالية وجودنا ، الأمر الذي أثار استياء سوريا ، فبدأت حرب المخابرات ضد قوات الشرعية الفلسطينية ، حيث تم تجييش عدد من العملاء بقيادة المدعو / جمال سليمان الذي تمكن من اختطاف العقيد / راسم الغول واغتياله وبعدها تم اغتيال العقيد/ حسين الهيبي وآخرين.

بعد وصول القاضي / حسني سليم إلى الجنوب اللبناني حيث اتسع نطاق الحرب المخابراتية بعد انضمام كل من القوات الانعزالية وجماعة صبري البنا ” أبو نضال ” بدعم سوري مكشوف وصار كل ضابط يتوجه إلى جنوب لبنان عرضة للاغتيال من قبل هذه الجماعات المأجورة .

لقد نفذت هذه الجماعات عملية اغتيال كل من الأخوة / يونس عواد وإصابة عصام اللوح ومحاولة اغتيال ضابط أمن الساحة جمال أبو الديب الذي قطعت قدميه .

لقد امتدت يدر الغدر والخيانة في عملية جبانة تمكنت من اغتيال القاضي العقيد / حسني سليم سليمان ( أبو سليم ) في صيدا بتاريخ 15/1/1992م متمثلة في جماعة الإرهابي صبري البنا ” أبو نضال ” حيث أقدم المجرم / عطا الزيات من جماعة أبو نضال بإطلاق النار على أـبو سليم في ذلك التاريخ .

لقد سقط القاضي العقيد / حسني سليم سليمان ( أبو سليم ) شهيداً على أيدي الغدر والخيانة بعد أن فشل عملاء الموساد الإسرائيلي في الوصول إليه مرات ومرات .

قضى الشهيد / أبو سليم على درب مقارعة العملاء والإرهابيين وملاحقتهم للقصاص منهم ووضع حد لجرائمهم ، فكانت رحلته في العمل الثوري الوطني من خلال قوات ال17 سجل مشرف يروي مآثره وصفاء سريرته ونقاء انتمائه لثورته وقضيته ومحافظاً على القرار الوطني المستقل .

هؤلاء العملاء يخشون الأقوياء ، لذا يترصدونهم في الخفاء من أجل إلحاق الأذى بهم ، لكن القوى وإن سقط شهيداً فإن روحه ستظل لعنة أبدية تحرق ضمائر الجبناء وتعذبهم في كل حين .

غادرنا الشهيد / حسني سليم وترك في رعايتنا زوجته ( آمال مقدح ) وابنه الوحيد ( ياسر)

سلاماً إلى روحك الطاهرة يا شهيدنا أبا سليم وأن يتغمدك الله بواسع رحمته ورضوانه.