بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد المناضل/ عبد اللطيف عبد القادر أبو حجلة في بلدة دير إستيا غربي مدينة سلفيت عام 1930م ، حيث أنهى دراسته الثانوية في مدينة نابلس ومن ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، نشط في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية مبكراً، منذ أن كان طالباً في الجامعة مما عرضه للكثير من الملاحقات، اضطر إلى اللجوء إلى الصين ومن ثم الاتحاد السوفيتي، حيث عمل الفقيد في قسم اللغات الأجنبية في إذاعة الصين قبل أن ينتقل إلى الاتحاد السوفيتي آنذاك.
عندما تم إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964م عين عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الأولى التي عقدت في مدينة القدس.
عمل المناضل/ أبو جعفر في إذاعة صوت فلسطين الذي كان يبث من القدس، ومع انطلاقة الثورة الفلسطينية عين مديراً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في الخرطوم عام 1968م وبقي في ذلك الموقع حتى عام 1973م، حيث شهد في ذلك الوقت العملية التي قامت بها منظمة أيلول الأسود في اقتحامها للسفارة الأمريكية بالخرطوم، نقل بعد ذلك للعمل مديراً في الدائرة السياسية في بيروت، حتى عام 1982م حيث أصبح المدير العام للدائرة السياسية بعد ذلك وحتى وفاته.
أصبح أبو جعفر عضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وانطلاقاً من مسؤولياته السياسية واكب أبو جعفر كل الإرهاصات الدقيقة لنشر مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية في مختلف بلدان العالم، وعرف السفراء الذين دفعوا حياتهم ثمناً من خلال الاغتيالات والتصفية الجسدية، وكانت له علاقة مباشرة مع الزعيم الشهيد/ ياسر عرفات والقائد التاريخي فاروق القدومي.
أبو جعفر كان يمثل الدائرة السياسية بالنشاطات والعلاقات الدبلوماسية والسياسية مع كافة السفارات المعتمدة لدى الدولة اللبنانية في بيروت خلال وجود قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على الأراضي اللبنانية وحتى المغادرة عام 1982م أثر الاجتياح الإسرائيلي للعاصمة بيروت، وكان يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة كبيرة.
بعد المغادرة إلى تونس وانتقال القيادة السياسية هناك، بدأ أبو جعفر في إعادة الدائرة السياسية لما كانت عليه فترة بيروت، وكان يتابع عمل السفارات الفلسطينية في الخارج وممثلياتها ومكاتبها باستمرار.
شارك أبو جعفر في جميع المجالس الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بنى أبو جعفر شبكة من العلاقات الكبيرة مع دول كثيرة ساعدت على الاعتراف بـ م.ت.ف مستقبلاً.
لقد قضى الراحل الكبير جل حياته مناضلاً في صفوف الثورة الفلسطينية حتى وافته المنية صباح يوم الخميس الموافق 25/4/2013م في إحدى مستشفيات تونس، وتم تشييع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بمنطقة حمام الأنف أحد ضواحي العاصمة التونسية يوم الجمعة الموافق 26/4/2013م بعد الصلاة عليه، حيث شارك أبناء الجالية الفلسطينية وكوادر سفاره دولة فلسطين والطلبة الفلسطينيون بتونس وحشد من المواطنين التونسيون، وحضر موكب الدفن عن الجانب الفلسطيني القائد التاريخي فاروق القدومي (أبو لطف) والفريق / أحمد عفانة أبو المعتصم، والسفير سلمان الهرفي ومندوب عن وزارة الشؤون الخارجية التونسية ومحافظ بن عروس ومعتمد حمام الأنف ومسؤول الأمن.
وقد ابن السفير سلمان الهرفي الفقيد بعد أن وورى جثمانه الطاهر بمقبرة الشهداء مشيداً بمناقب الفقيد الذي أفنى حياته في خدمة قضية شعبه و(م.ت.ف) الممثل الشرعي والوحيد لأبناء شعبنا عبر القارات، وفي كل ساحات النضال التي عمل فيها.
هذا وقد نعي السيد الرئيس / محمود عباس (أبو مازن) إلى الشعب الفلسطيني المدير العام السابق للدائرة السياسية المنظمة التحرير الفلسطينية، المناضل/ عبد اللطيف أبو حجلة (أبو جعفر) الذي وافته المنية في تونس، داعياً الله أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جناته
وقام وفد من محافظة سلفيت برئاسة المحافظ بتقدم واجب العزاء باسم السيد الرئيس إلى آل أبو حجلة في بلدة دير إستيا، وسلمهم برقية التعزية الخاصة، كذلك قدم كل من الأخوة الطيب عبد الرحيم والحاج إسماعيل و د. حسين الأعرج واجب العزاء بالفقيد الكبير.
لقد كان الراحل الكبير/ أبو جعفر أحد أبناء فلسطين البررة الأوفياء الذين كرسوا حياتهم من أجل تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال وأقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
رحم الله الراحل الكبير/ عبد اللطيف أبو حجلة (أبو جعفر) وأسكنه فسيح جناته.