بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
غيب الموت عصر يوم الأحد الموافق 25/1/2015 رجل من رجالات الفتح الأولين القائد المناضل/ عمر سعد الدين الخطيب (أبو شامخ) سفير دولة فلسطين سابقاً لدى المملكة الأردنية الهاشمية وعضو المجلس الثوري لحركة فتح ونائب مفوض الأرض المحتلة سابقاً بعد صراع مع المرض اللعين لمدة تزيد عن خمس سنوات.
القائد/ عمر الخطيب (أبو شامخ) ابن القدس قضى جل حياته مناضلاً من أجل فلسطين والقضية الفلسطينية بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء الوطني المتواصل في خدمة شعبه وقضيته العادلة.
عمر سعد الدين الخطيب من مواليد مدينة القدس عام 1936م، حيث ترعرع في كنف عائلة وطنية مناضلة من مدينة القدس وهي عائلة الخطيب، درس المرحلة الابتدائية والاعدادية في مدارسها ومن ثم غادر إلى القاهرة عام 1953م حيث أكمل دراسته الثانوية هناك وبعدها التحق بجامعة القاهرة حيث حصل على بكالوريوس تجارة عام 1960م، سافر إلى الكويت وعمل في وزارة الأشغال العامة لغاية عام 1963م حيث عاد إلى القدس وعمل هناك مقاول، وأثناء دراسته في القاهرة تعرف على الأخ أبو عمار.
أثناء وجوده في مدينة القدس نشط في العمل الوطني مبكراً حيث أسس في شبابه ومجموعة من الأصدقاء تنظيم فدائي لمقاومة ومناهضة الاحتلال الصهيوني لبلادنا.
عاد عمر الخطيب إلى الكويت مرة ثانية لفترة قصيرة حيث تقابل مع كل من الإخوة/ ياسر عرفات وصلاح خلف في الكويت وطلب منه الانضمام إلى حركة فتح ودمج مجموعتهبالحركة فوافق وعاد بعدها إلى القدس لممارسة عمله هناك.
بعد احتلال مدينة القدس في حزيران عام 1967م، أصبح عمر الخطيب أحد المطلوبين والمطاردين لقوات الاحتلال الإسرائيلي وذلك بسبب نشاطه النضالي في مدينة القدس مما أضطره إلى مغادرة الضفة الغربية إلى الأردن والتحق عام 1968م في القطاع الغربي آنذاك، أستمر عمله حتى الخروج من الأردن عام 1971م وانتقال قوات الثورة إلى الساحة اللبنانية، وخلال المؤتمر الثالث لحركةفتح الذي عقد في حموريا بدمشق عام 1971م أنتخب الأخ/ كمال عدوان عضواً في اللجنة المركزية للحركة وأوكلت إليه مسؤولية القطاع الغربي والإشراف على العمل النضالي والفدائي في الداخل حيث عين الأخ/ أبو شامخ نائباً لمفوض القطاع الغربي، وبعد عملية اغتيال القائد/ كمال عدوان عام 1973م أسندت مسؤولية القطاع الغربي للأخ/ أبو جهاد حيث عمل الأخ/ أبو شامخ نائباً له وكان أحد الأعمدة الأساسية في القطاع الغربي في ذلك الوقت.
أسس الأخ/ أبو شامخ عام 1975م في بيروت مجلة فلسطين المحتلة والتي كانت ناطقة بإسم حركة فتح في الأرض المحتلة.
أستمر الأخ/ أبو شامخ في ممارسة عمله كنائب لمفوض الأرض المحتلة حتى عام 1982م الاجتياح الإسرائيلي للبنان حيث غادر إلى دمشق ومنها إلى عمان.
سافر مع الأخ أبو جهاد إلى عدة دول عربية وصديقة والداعمة للثورة الفلسطينية.
عين الأخ/ أبو شامخ مديراً لمكتب منظمةالتحرير الفلسطينية في الأردن من عام 1988 – 1990م ومن ثم سفير وزير مفوض من 1994 – 1995م وبعدها تم تعيينه سفيراً لدولة فلسطين لدى المملكة الأردنية الهاشمية من عام 1995 – 2005م حتى تقاعده عن العمل.
الأخ أبو شامخ كان عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح حيث تم انتخابه في المؤتمر الرابع الذي عقد في مدينة أبناء الشهداء بدمشق بتاريخ 22/5/1980م وكذلك أعيد انتخابه في المؤتمر الخامس الذي عقد في شهر أغسطس عام 1989م في تونس.
الأخ/ أبو شامخ كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني وعضواً في المجلس الاستشاري لحركة فتح.
أنتقل الأخ أبو شامخ إلى رحمة الله تعالى بتاريخ 25/1/2015م بعد معاناة مع المرض العضال لأكثر من خمس سنوات خلت وتم تشييع جثمانه الطاهر بعد صلاة عصر يوم الاثنين الموافق 26/1/2015م من مسجد أبو عيشة على طريق المطار ومن ثم إلى مقبرة سحاب بعد رحلة حافة بالعطاء
برحيل القائد والسفير والدبلوماسي أبو شامخ افتقدت حركة فتح مناضلاً أعطى الحركة ونضال شعبنا على أكثر من جبهة، مضى بصمت، لقد عاش مناضلاً، صامتاً، وفياً، مخلصاً، ملتزماً، وطنياً بامتياز.
كان الراحل الكبير/ أبو شامخ صاحب القلب الطيب، أعطى جل حياته ولم يبخل بشبابه الذي أفناه من أجل القدس، كيف لا وهو أبن القدس الشريف.
رحل الرجل بصمت وستبقى ذكراه خالدة فينا أبداً.
لقد كان أبو شامخ الجندي المجهول الذي أقعده المرض ولكن القدس كانت حاضرة في كل نبض من عروقه، وكل نفس يتنفس به، لا تغييب عن ناظره مهما طال الزمن لقد كان رمزاً للمحبة والوفاء، صاحب الباب المفتوح باستمرار يستقبل الجميع دون تفرقة، حامل هموم شعبه ووطنه وقضيته، أحبه الجميع وكان خادماً دائماً للجميع.
رحمك الله يا أبا شامخ وأسكنك فسيح جنانه.