المجاهد حسن علي عبدالله الصباريني | أبو حلمي

admin
2019-09-15T21:35:55+04:00
الذاكرة
15 سبتمبر 2019
المجاهد حسن علي عبدالله الصباريني | أبو حلمي

بقلم اللواء ركن عرابي كلوب

ولد المناضل/ أبو حلمي الصباريني عام 1917م في قرية صبارين قضاء مدينة حيفا، توفي والده علي وهو في سن صغير وتركه وحيداً يصارع مرارة الحياة التي أجبرته أن يكون يتيم الأب، فتولت تربيته عمته الفاضلة جميلة، والتي ربته على الأخلاق والقيم وحب الوطن.

تزوج المناضل/ حسن الصباريني في سن مبكرة وأنجب خمسة أولاد هم: (حلمي، محمد، مروان، غازي، علي).

عندما شب وأشتد عودة بدأت مسيرته النضالية والكفاحية، فكان من المشاركين في ثورة عز الدين القسام عام 1936م.

التحق أبو حلمي الصباريني بالشرطة الفلسطينية أيام الأنتداب البريطاني على فلسطين، وقد ساهم في سرقة العديد من مخازن الأسلحة، أثناء عمله في الشرطة عمل على كشف سفينة الأسلحة المهربة من الخارج للصهاينة في ميناء حيفا مع صديقه الحاج/ نهاد جرار والد الأخ/ برهان جرار (رشاد الكاسر) الذي كان يعمل في جمرك حيفا.

بعد ضياع فلسطين عام 1948، لم يتوقف أبو حلمي عن العمل والنضال فأسس في بداية ستينيات القرن الماضي مع آخرين أمثال أبو زياد (طه الفسفوس) (وأبو وحيد النجار) جبهة تحرير فلسطين والتي عرفت فيما بعد بـ (ج. ت. ف)، وأعتمد على من حملوا السلاح معه أيام الجهاد المقدسي.

بعد هزيمة حزيران عام 1967م، والانطلاقة الثانية لحركة فتح، ولإيمان المناضل/ أبو حلمي الصباريني العميق والصادق بالوحدة الوطنية، فقد أندمجت جبهته مع حركة فتح عام 1968م.

وتم ترشيح أحد عشر عنصراً من أبنائها إلى الدورة العسكرية المتوجهة إلى أكاديمية شرشال العسكرية بالجزائر بتاريخ 25/3/1968م.

شارك المناضل/ أبو حلمي الصباريني في معركة الكرامة الخالدة بتاريخ 21/3/1968م، وأبلي فيها بلاءً حسناً إلى جانب قيادة حركة فتح، والأبطال والمناضلين الذي قدموا الغالي والنفيس في سبيل تحرير فلسطين.

أبو حلمي الصباريني كان عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني.

قاد أبو حلمي الصباريني وخطط ونسق العديد من العمليات الاستشهادية داخل الأرض المحتلة عام 1948م وكان من أهم تلك العمليات هي عملية نهاريا عام 1974م، والتي قتل فيها عدد من الصهاينة حيث كان معظم عمله يتركز داخل الأرض المحتلة عام 1948م، وكان من قيادات القطاع الغربي والمقرب من القائد الشهيد/ خليل الوزير (أبو جهاد) حيث كان يعمل تحت أمرته.

كان المجاهد/ أبو حلمي الصباريني مثالاً وصورة عظيمة للفلاح الفلسطيني، عاشق الأرض وحتى آخر لحظة في حياته.

لقد كان من دعاة الوحدة وكان دائماً يوجه للمقاتلين النصائح والتوجيهات باستمرار ويرشدهم بحكمته وحنكته الثمينة.

بعد توقيع أتفاق أوسلو وعودة قيادة المنظمة إلى الأراضي الفلسطينية لم يقتنع المناضل/ أبو حلمي رحمه الله بالعودة إلى الوطن وذلك لوجود الراية الإسرائيلية وفضل البقاء في دمشق حتى توفاه الله.

عاد أثنين من أبناءه إلى الوطن.

لقد كان المناضل أبو حلمي الصباريني مدرسة للنضال والنقاء الثوري.

توفي المجاهد الكبير/ أبو حلمي الصباريني يوم السبت الموافق 2/2/2008م بعد صراع طويل مع المرض، وترك خلفه مسيرة طويلة من النضال والكفاح، حيث قدم الشعب الفلسطيني ولا يزال العديد من الشهداء الأبرار والمناضلين الأبطال الذي وهبوا حياتهم في سبيل الله والوطن ودفن في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك.

الراحل الكبير/ أبو حلمي الصباريني كان أباً حنوناً وقائداً فذاً، وأنساناً بكل ما تعنيه الكلمة، مضحياً من أجل الوطن والقضية لم يريد منها مقابلاً، بل على العكس أنخرط في العمل النضالي والكفاحي بالإحساس العالي من المسؤولية الوطنية.

لقد كان مثالاً يحتذى به في الوحدة والصمود والإخلاص للقضية الوطنية التي آمن بها منذ نعومة أظفاره، كان مؤمناً بالكفاح المسلح طريقاً لتحرير فلسطين.

كان المجاهد الكبير من القادة الأوائل المؤمنين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعرف بصدق نضاله، وأنتمائه الوطني.

هذا وقد بعث السيد الرئيس/ محمود عباس (أبو مازن) ببرقية تعزية إلى أسرة المرحوم/ حسن علي عبدالله الصباريني (أبو حلمي) لمواسساتهم برحيله، قال فيها: تلقينا بمزيد من الحزن والأسى نبأ أنتقال المناضل الكبير والقائد التاريخي البارز المرحوم/ أبو حلمي الصباريني، الأمين العام السابق والمؤسس لجبهة تحرير فلسطين (ج. ت. ف)، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني إلى ملكوت الرفيق الأعلى، لقد عرفناه رحمه الله أحد أبناء فلسطين البررة، ناضل وجاهد في كل الساحات دفاعاً عن قضايا وطنه وشعبه وأمته، وكان من أوائل المجاهدين الي هبوا للدفاع عن الأرض والمقدسات في فلسطين منذ العام 1936، وبرحيله خسرنا وخسرت فلسطين أحد أبنائها ومناضليها المتميزين في مسيرة النضال الوطني.

رحمك الله يا أبا حلمي وأسكن فسيح جناته، ونعاهدك بالسير على خطاك في سبيل تحرير فلسطين.