الشاعر الكبير محمد غازي حسيب القاضي | أبو حسام

admin
2019-09-14T22:54:45+04:00
الذاكرة
14 سبتمبر 2019
الشاعر الكبير محمد غازي حسيب القاضي | أبو حسام

بقلم اللواء ركن عرابي كلوب

ولد/ محمد غازي حسيب القاضي في مدينة يافا عام 1935م، وهجرت عائلته أثناء نكبة عام 1948م وتشريد الشعب الفلسطيني الي قطاع غزة، حيث استقر بها المطاف في القطاع.

أكمل دراسته في مدارس غزة، وبدأ مسيرته في الكتابة كمحرر أدبي في جريدة أخبار فلسطين للشؤون الثقافية والتي كانت تصدر في قطاع غزة وذلك في ستينيات القرن العشرين، اعتقل من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد سيطرتها علي قطاع غزة على أثر هزيمة حزيران عام1967م وفصل من عمله، على أثرها غادر القطاع بعد ذلك متوجها الي القاهرة، حيث ساهم عام 1968م بإنشاء اذاعة صوت العاصفة ثم صوت فلسطين الذي انطلق من العاصمة المصرية.

كتب الشاعر/ محمد غازي حسيب القاضي عدداً من نصوص أناشيد الثورة الفلسطينية منها علي سبيل المثال (المجد للثورة – بأيدي رشاشي – حرب الشوارع – حنا ثوارك يا بلادي – يا شعبنا في لبنان – يا غاصباً حقنا).

بعد خروج قوات الثورة من بيروت عام1982م وانتقال القيادة الى تونس نقل الى جهاز التوجيه السياسي وترأس تحرير جريدة الأشبال التي صدرت في كل من تونس وقبرص.

ترجمت قصائد الشاعر الكبير/ محمد غازي حسيب القاضي للغات عدة منها الإنجليزية والإيطالية والفارسية والبلغارية.

حاز شاعرنا على جائزة القلم الدولي للشعر عام 1995م الى جانب عدد من الجوائز الأخرى في كل من تونس والقاهرة.

وصدر له كذلك فصول الهجرة الأربعة عام 1974، ونشيد للرجل والبندقية عام 1975م،مريم تأتي 1983م، أربعاء أيوب 1983م، أقبية الليل 1985م، أنه الصراخ وأنا فيه 1989م، الرماد الصباحي1989م، قهر للعواء1996م، ثم رمادك في رقصة 1997م، السدى قاطرة..قطرة، ودولة أيوب مسرحية شعرية1997م،(شمهورش) مسرحية شعرية 2001م.

كتب شاعرنا الكبير أغاني للثورة وجمع هذه الأغاني بديوان أسماه (نشيد البندقية).

لم يبخل شاعرنا الكبير علي جيل الشباب من الشعر بوقته وجهده وفتح منزله المتواضع في القاهرة لهم يعلمهم ويحثهم علي المثابرة حتي وإن تنكر له الأقرباء قبل الغرباء.

محمد غازي حسيب القاضي كان شاعر الثورة بامتياز لأنه كاتب أغاني العديد منها منذ أن انطلقت الثورة الفلسطينية، لقد كان رائداً من رواد النثر وأغاني الثورة الفلسطينية.

لم يقف شاعرنا عند الشعر فقط، بل تعداه الي النقد وقدم إسهامات هامة في هذا المجالانطلاقا اولاً من قدرته علي ذلك، وثانياً من شعوره وبمراره بأزمة النقد وما تولده هذه الأيام من مأزق في المشهد الأدبي والثقافي.

عاد الشاعر الى أرض الوطن بعد عودة قيادة المنظمة وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م، حيث تولي مهمة رئاسة جريدة الأشبال، وشارك في إنشاء مجلة الساحل، وعمل في جهاز التوجيه السياسي حتي تقاعد عام 2005م.

الشاعر محمد غازي حسيب القاضي عضواً في اتحاد الصحافيين والكتاب الفلسطينيين.

لقد حمل شاعرنا الكبير ابن يافا عبق برتقالها وشذى رياحينها اينما حل وارتحل.

محمد غازي حسيب القاضي رغم غزارة انتاجه الشعري وكتاباته النقدية وأناشيد الثورة الفلسطينية المشهورة كان لا يحب الأضواء الإعلامية ولم يزاحم أحدا على أى مقعد أو منصب يتولاه، كان بسيطا، لطيفا، رقيقا، محبوبا من الجميع الذين عملوا معه أو عرفوه عن قرب.

كان شاعرنا يحلم دائماً بالعودة أو أن يدفن جثمانه في تلك البقعة التي ولد فيها مدينة يافا المحببة علي قلبه، لكنها تظل مجرد أحلام.

لقد بقيت مدينة يافا مسكونة بجوارحه وداخله رغم الهجرة القسرية له ولأسرته، المهم انه غادرها ولم تغادره إطلاقاً اذا انه بقي يكتبها باستمرار شعراً ونثراً وأناشيد ثورية.

كان قد تجول ورحل في أكثر من مكان ومنفي فمن القاهرة الى قبرص الى تونس، الى اليمن، الى الجزائر، الى غزة ومن ثم الي القاهرة، حيث منفاه الأخير بعيدا عن مسقط رأسه يافا التي لم تفارقه يوما.

لقد كان الشاعر/ محمد غازي غازي حسيب القاضي علم وبندقية وقصائده كانت تغني في اناشيد الثورة الفلسطينية، لذا يجب أن تخلد ذكراه فيما أبدع لتكون منارة للأجيال القادمة.

انتقل شاعرنا الكبير إلى رحمة الله تعالي قبل خمس سنوات مضت وذلك يوم الجمعة الموافق 3/4/2010م في القاهرة حيث شيع في جنازة رسمية ودفن هناك.

الشاعر محمد غازي حسيب القاضي الكاتب السياسي والشاعر الثائر والمتحدث الهادئ والبسيط المُثقف.

وحرصاً من السيد الرئيس/ محمود عباس (أبومازن) فقد تم منح الشاعر الراحل الكبير/ محمد غازي حسيب القاضي وسام الثقافة للعلوم والفنون تقديراً لعطائه ونضاله وجهوده التي واكبت الثورة الفلسطينية، ومساهمته في إنشاء اذاعتها وكتابة أناشيدها، هذا وقد تسلم الوسام نجل الفقيد/ حسام محمد غازي حسيب القاضي في سفارة دولة فلسطين بالقاهرة.

رحمك الله يا شاعرنا الكبير/ محمد غازي حسيب القاضي (أبو حسام) وأسكنك فسيح جناته، وسوف تبقي محفوراً في الذاكرة الفلسطينية.