بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
محمد باسم مصطفى سلطان التميمي( حمدي) من مواليد الخليل بتاريخ 14/2/1951م انخرط في العمل الوطني في المرحلة الثانوية، إذ اعتقل في (1968- 1969) ولحمدي تاريخ طويل في العمل الوطني في الأرض المحتلة قبل أن ينهى المرحلة الثانوية، غادر بعدها إلى الأردن ومن ثم إلى الجزائر للتحصيل العلمي ليجد نفسه عام 1971 في المكان الذي يرغب ويفضل ساحة العمل النضالي ذو التماس والمباشر مع العدو في جهاز الأرض المحتلة، ليدخل بعدها إلى أرض الوطن لتنفيذ المهام التي كلف بها، ويتم اعتقاله على الجسر ويودع السجن ثم مكث مدة وغادر بعدها السجن مفرجاً عنه لأنه رفض وأنكر كافة التهم الموجهة إليه، وفي وقت وزمن قياسي أنجز كافة مهامه وغادر إلى الخارج مرة ثانية ليبدأ مشواراً جديداً من العمل ضد العدو الصهيوني (في المجال السياسي والتنظيمي والعسكري) ليكون من الأعضاء الأساسيين والرئيسيين في لجنة التنظيم (77) التي تم انشاؤها من قبل الشهيد/ كمال عدوان وخلال قيادة الشهيد / خليل الوزير أنجزت لجنة التنظيم (77) بمتابعة ميدانية مباشرة من الشهيد حمدي أعمال نوعية ضد العدو، فكانت من أولى مهام تلك اللجنة التي ضمت خيره كوادرها في جهاز الأرض المحتلة في حينه، النهوض تنظيمياً والتعبئة الفكرية والسياسية للتنظيم في داخل فلسطين وتطوير قدرات أعضاء جهاز القطاع الغربي العاملين في هذا المجال تنظيمياً.
كان الشهيد / حمدي محاوراً من الطراز الممتاز، مثابراً على عمله على مدار الساعة ومتواجداً في كافة المواقع، مشاركاً الجميع في العمل والإنجاز والرأي، مساهماته بينه، وبصماته واضحة على تطوير العمل بجهاز الأرض المحتلة في المجال التنظيمي والتوعية السياسية في داخل الوطن وفي الأقاليم من خلال التأطير التنظيمي لكافة مجالات العمل والاختصاص، وكذلك بالعمل العسكري من حيث توفير التدريب وإنجاز المهام العسكرية ودوريات العمق وغيرها من الدوريات ذات المهام المحددة، والخلايا العسكرية بالداخل التي ضربت العدو ضربات موجعة، واستخدمت أساليب جديدة في المواجهة والقتال، وكان له المشاركة الفضلى في بعض العمليات النوعية.
حمدي كان: عضو قيادة جهاز الأرض المحتلة
عضو المجلس العسكري العام لحركة فتح
عضو مؤتمر حركة فتح
مسؤول قيادة عمليات بطولية عديدة داخل الوطن المحتل.
الشهيدين/ أبو حسن قاسم وحمدي وعملية الدبويا:
لقد كان يعملان بتركيز أكبر على النضال داخل الأرض المحتلة، لقد كانت بصمات كل منها في عملية الدبويا واضحة حيث نجحا في إدخال مجموعة قتالية من الشباب مرتبطين بتجربة الكتيبة الطلابية إلى الضفة الغربية وتحديداً إلى مدينة الخليل التي فيها الجذور العائلية لكل من أبو حسن قاسم وحمدي، وكذلك أشرفا على عملية حائط البراق.
عملية الدبويا كانت نقلة نوعية في العمل النضالي الفلسطيني عام 1980م ، فهي ليست عملية انتحارية بل عملية هجوم على مستوطنين مسلحين في قلب مدينة الخليل ، حيث أدت هذه العملية إلى مقتل 13 مستوطناً وإلى نجاح المجموعة في الاختفاء في الخليل وجباله.
هذه المجموعة كانت بقيادة عدنان أبو جابر ، وياسر زيادات ، إضافة إلى تيسير أبو سنينة ، ومحمد الشوبكي ، لقد بذلت إسرائيل كل الجهد لاعتقال المجموعة وقد حصل هذا بعد مطاردة كبيرة انتهت باكتشاف أعضاء الخلية صدفة اثر محاولتهم الخروج من الضفة الغربية إلى الأردن سيراً على الأقدام .
لم تصدق إسرائيل أنهم وقعوا في قبضتها ، وخاصة أن المجموعة أخفت سلاحها في منطقة جبلية تمهيداً لأعمال مشابهة في المستقبل .
عندما تم اعتقال المجموعة حكم عليهم جميعاً بالسجن المؤبد لكنه أطلق سراحهم بعد ذلك بعدة سنوات في إطار عملية تبادل كبيرة .
لكن أبرز ما يذكره الكثيرون عن الشهيدين اتسامهم بالشجاعة والنشاط وإخضاع حياتهم الخاصة للعمل والقضية.
استشهد حمدي في قبرص بتاريخ 14/2/1988م أثر عملية الاغتيال الجبانة مع رفيقي دربه أبو حسن قاسم، ومروان كيالي.