النائب اللواء مجيد الآغا

19 مايو 2019
النائب اللواء مجيد الآغا

بقلم اللواء ركن عرابي كلوب

الشهداء هم الأكرم منا جميعاً حيث يقدم الشعب الفلسطيني خيرة أبنائه في سبيل تواصل الثورة، وتحقيق أهدافها في الحرية والعيش بكرامة، حيث أن هذا الشعب لم يبخل في أي يوم من الأيام في تقديم قوافل الشهداء قافلة تلو الأخرى.

ولد سفيان الآغا في مدينة خان يونس يوم الأحد الموافق 15/4/1945م وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين (مدرسة خالد الحسن الثانوية حالياً) عام 1963م، ثم توجه إلى القاهرة حيث التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.

انخرط سفيان الآغا في صفوف حركة فتح عام 1965م حيث شارك في تأسيس اللبنات الأولى للعمل التنظيمي في القاهرة مع الشهيد هايل عبد الحميد (أبو الهول)

تلقى تدريباته الأولية بعد عام 1967م في معهد العلوم الاستراتيجية في القاهرة ومن ثم في مقر المخابرات المصرية، كذلك التحق بدورات عسكرية في كل من الصين وفيتنام.

عمل مع الشهيد صلاح خلف (أبو إياد) في تأسيس جهاز الرصد الثوري لحركة فتح في الأردن عام 1968م، وكان ركناً هاماً من أركان الاستخبارات الفلسطينية في الأردن وسوريا، وإليه يرجع الفضل في الأشراف والكشف عن الكثير من القضايا الأمنية.

عين عام 1972م قائداً لجهاز الخدمة الخاصة في سوريا والذي كانت مهمته التدريب في المجالين العسكري والأمني والتي كان يشرف عليها في ذلك الوقت كل من الشهيد أبو جهاد والأخ/ أبو ماهر غنيم لتدريب أفراد العمليات الخاصة والنوعية.

شارك في التخطيط لعدد من العمليات النوعية في الأرض المحتلة منها: عملية فندق سافوي بتاريخ 5/3/1975م وعملية الشهيد كمال عدوان (مجموعات دير ياسين) بقيادة دلال المغربي بتاريخ 12/3/1978م حيث كلف من قبل الشهيد/ أبو جهاد بالإشراف عليها.

عين مستشاراً للأخ أبو عمار للشئون الأمنية والمعلومات، وبتكليف من الأخ أبو عمار عين ممثلاُ شخصياً له لدى خادم الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية.

انتخب عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح عام 1989م في المؤتمر الخامس للحركة والذي عقد في تونس، وكذلك انتخب نائباً لرئيس الرقابة لحركة فتح.

كان مقرراُ للجنة الأمنية في المجلس الثوري لحركة فتح، وعضواُ في المجلس الأعلى للأمن القومي وذلك بعد العودة إلى الأرض الوطن عام 1994م

 عين من قبل الأخ/ أبو عمار محافظاُ لمدينة رفح في شهر يوليو عام 2001م واستمر في عمله حتى شهر يناير 2006م حيث تقدم باستقالته للتفرغ للانتخابات التشريعية

 خاض مجيد الآغا الانتخابات التشريعية الفلسطينية حيث كان مرشحاً عن قائمة حركة فتح في مدينة خان يونس، والتي أجريت في شهر يناير 2006م، حيث نجح في الانتخابات وأصبح عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني.

شارك في عدة وفود ومهمات رسمية إلى البلدان العربية والأوربية والآسيوية والأفريقية مع كل من الأخ أبو عمار والأخ أبو جهاد، وكلف كذلك بنقل رسائل لرؤساء وملوك هذه الدول.

متزوج وله أربعة أبناء وبنت وهم (سامر، عبدالله، أبي، عدي، فرات)

بقي الرجل على سيرته النضالية العطرة حتى توفاه الله يوم 26/4/2007م إثر مرض عضال ألم به، وشيع جثمانه الطاهر في احتفال مهيب ودفن في مقبرة عائلة الآغا في مدينة خان يونس.

كان مجيد الآغا رحمه الله رجل المهمات الصعبة، فهو رجل أمن من الطراز الأول، وكان مشهود له بالكفاءة والصراحة التامة والجرأة المتناهية، والعمل المتواصل ليل نهار.

لقد ترك غياب اللواء/ مجيد الآغا فراغاً لا يعوض ، غير أن هذا قدر الشعب الفلسطيني، وقدره أن يؤكد كينونته وبقاءه من خلال شلال الدم المتدفق دائماً .

رحم الله القائد اللواء/ مجيد الآغا الابن البار لوطنه، الذي أعطى جل حياته من أجل قضيته العادلة.

وداعاً أخي مجيد حيث كنت تنتمي إلى جيل الرواد الأوائل، وندعو الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته مع الشهداء والأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا