بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
ولد/ خليل محمد خليل الزبن في حيفا بتاريخ 21/12/1944م، انتقلت العائلة إلى الأردن بعد حدوث النكبة عام 1948م حيث أنهى تعليمه الأساسي والاعدادي والثانوي في مدارس المملكة ومن ثم أكمل تعليمه الجامعي في لبنان، تلقى خليل الزبن تدريبية الصحفي على يد أخيه المرحوم/ عبد الحفيظ محمد رئيس تحرير جريدة أخبار الأسبوع، ومن مؤسسي نقابة الصحفيين الأردنيين، ومدير وكالة أنباء البترا، كذلك تدرب في مجلة روز اليوسف المصرية في القاهرة، وعمل كمراسل لوكالة الأنباء السورية (سانا).
التحق خليل محمد الزبن بحركة فتح في عمان عام 1968م، وعمل في الاعلام المركزي للحركة، حيث شغل منصب سكرتير تحرير نشرة فتح في ذلك الوقت، وبعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من الأردن عام 1971، توجه خليل الزبن إلى دمشق حيث أستمر في عمله الاعلامي، وبعد أنشاء وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عين خليل الزبن نائباً لمدير الوكالة في سوريا بالإضافة إلى عمله في الاعلام الموحد بدمشق وحتى عام 1982م، بعدها غادر دمشق متوجهاً إلى تونس مقر القيادة السياسية الفلسطينية هناك بعد خروجها من بيروت أثر اجتياح لبنان، حيث عين مدير المكتب الصحفي بمكتب السيد الرئيس وذلك عام 1983م ومستشاراً مكلفاً بملف حقوق الإنسان.
بعد اتفاق أوسلو وعودة قيادة المنظمة عام 1994م وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، عاد خليل الزبن (أبو فادي) إلى غزة حيث ترأس مجلة النشرة النصف شهرية في الوطن والتي تعني بحقوق الإنسان، ومستشاراً للسيد الرئيس بمرتبة مدير عام لشؤون المنظمات الأهلية حتى تاريخ استشهاده الواقع في 3/3/2004م.
خليل الزبن (أبو فادي) أحد الكوادر الأساسية لوكالة (وفا) والاعلام الموحد، وأحد الكتاب المعروفين بانتقاداته اللاذعة، وتناوله للقضايا والمواضيع الساخنة والحساسة من واقع حرصه الوطني وانتمائه وانسانيته بشأن الوضع الداخلي الفلسطيني، حيث لم يرق لأولئك المجرمين والعابثين بالوطن ما كان يطرحه ضمن كتاباته وانتقاداته، تميز خليل الزبن بعمق الانتماء الوطني، وأصالته والتزامه وعمله الدؤوب ونشاطه المستمر، خليل الزبن (أبو فادي) اغتيل وهو خارج من مكتبه في غزة الساعة الواحدة والنصف صباحاً متوجهاً إلى سيارته في حي الصبرة، حيث أطلقت عليه عدة رصاصات من ملثمين، فارق الحياة على أثرها فوراً عن عمر ناهز التاسعة والخمسون عاماً، وتم تشييع جثمانه الطاهر بعد الصلاة عليه إلى المقبرة الشرقية وأقيم له بيت عزاء في غزة، وقد سجلت قضية اغتيال المناضل/ خليل الزبن (أبو فادي) ضد مجهول، وما زال القتلة طلقاً حتى تاريخه.
الشهيد/ خليل محمد الزبن (أبو فادي) متزوج وله ثلاث بنات و ولد واحد، بعد استشهاده قررت الأسرة مغادرة قطاع غزة والإقامة النهائية في عمان، هذا وقد توفيت زوجته ام فادي قبل عاميين.
رحم الله الشهيد خليل الزبن (أبو فادي) وأسكنه فسيح جناته، مع الشهداء والأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.
هذا وحرصاً من السيد الرئيس محمود عباس (أبو مازن) فقد منح سيادته عائلة الشهيد/ خليل الزبن وسام الاستحقاق والتميز نظراً لدورة الوطني المتميز في مجال الإعلام وحقوق الإنسان ونضاله طوال فترة خدمته وحتى استشهاده، دفاعاً عن حقوق شعبه وثوابت منظمة التحرير الفلسطينية، وقد تسلم الوسام في عمان نجل الشهيد فادي الزبن.