الشهيد الدكتور عبد الوهاب الكيالي

admin
2019-05-31T10:43:17+04:00
الذاكرة
31 مايو 2019
الشهيد الدكتور عبد الوهاب الكيالي

بقلم اللواء ركن عرابي كلوب

ولد/ عبد الوهاب الكيالي في مدينة يافا عام 1939م وترعرع في أسرة مناضلة مجاهدة، وفي بيئة وطنية، عاش العديد من الأحداث والقضايا السياسية والنضالية وهو في سنوات طفولته حيث أخذ يعي الأحداث والقضايا السياسية في مرحلة مبكرة بفعل القضية الفلسطينية، تلقى دراسته الابتدائية في يافا وانتقل مع أسرته إلى عمان أثر نكبة عام 1948م حيث أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في عمان وبيروت.

التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت لمتابعة دراسته العليا وفصل منها مع عدد من زملائه عام 1960م بسبب المظاهرات التي انطلقت تأييداً لثورة الجزائر الشقيقة، لكن أعيد إليها مع زملائه تحت ضغط إضراب الطلبة الشامل ونال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1961م.

انتسب عبد الوهاب الكيالي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1958م، وأصبح عضواً في مكتب فلسطين القومي في الحزب عام 1960م وأميناً لسر شعبة فلسطين في لبنان عام 1961، كان عبد الوهاب الكيالي أحد مؤسسي الاتحاد العام لطلبة فلسطين انتقل إلى دولة الكويت حيث عمل في وزارة الإرشاد والأنباء عين مديراً لتحرير مجلة الرائد العربي، عاد عام 1963م ليعمل في جريدة حزب البعث (الأحرار) مسؤولاً عن صفحة الدراسات والرأي ويتابع دراسة الماجستير التي حصل على درجتها عام 1965م شارك عبد الوهاب الكيالي في مؤتمري الحزب القوميين السابع عام 1964م والثامن عام 1965م، واختير عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1968م، وعندما أسست جبهة التحرير العربية سمي عبد الوهاب الكيالي عضواً في قيادتها وانتخب في المؤتمر القومي العاشر عضواً في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق (1970- 1977).

حصل على شهادة الدكتوراة عام 1970م من جامعة لندن وكانت رسالته في موضوع (المقاومة العربية الفلسطينية للاستعمار والصهيونية في القرن العشرين).

في عام 1968م شارك في لندن بإصدار أول مجلة بلغة أجنبية تحمل راية المقاومة الفلسطينية وهي (فلسطين الحرة) وكان أول رئيس تحرير لها.

عام 1972م ترأس المؤتمر الأول لجبهة التحرير العربية وانتخب أميناً عاماً لها لمدة تزيد على العام، ثم انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (1974 – 1977) وتولى رئاسة دائرة الشؤونرالتربوية والثقافية فيها، وأصبح عضواً في اللجنة السياسية العليا لشؤون الفلسطينيين في لبنان.

شارك بنشاط فعال في قيادة العمل الفلسطيني في الساحة اللبنانية خلال الفترة بين أعوام 1970- 1975م.

له عدد من المؤلفات بالعربية والإنجليزية منها: المطامع الصهيونية التوسعية، الكيبوتز المزارع الجماعية في إسرائيل، المقاومة الفلسطينية والنضال العربي، دراسات ومطالعات فلسطينية، آراء ومواقف، العرب والإمبريالية والصهيونية، والإمبريالية والعنصرية، وأشهر كتبه وأهمها: تاريخ فلسطين الحديث.

أنشأ المؤسسة العربية للدراسات والنشر وترأس تحرير مجلة قضايا عربية منذ صدورها عام 1974م، واوجد المركز العربي للدراسات الإستراتيجية الذي يصدر الموسوعة العسكرية وكان أيضاً رئيس تحرير موسوعة السياسة.

أسس مركز العالم الثالث للدراسات والنشر في لندن عام 1979م ونشر بعض مؤلفاته حول القضية الفلسطينية باللغة الإنجليزية.

للدكتور/ عبد الوهاب الكيالي نشاط فكري وسياسي واسع جداً في كافة الدول العربية حيث قام بتنظيم العديد من الندوات و ورشات العمل في المؤسسات الأهلية والشعبية والنقابية وألقى عشرات المحاضرات الوطنية والثقافية والتاريخية في الجامعات العربية بهدف توضيح تاريخ فلسطين وحقائق النكبات التي ألمت بالشعب الفلسطيني وقضيته وحقيقة أهداف احتلال فلسطين ونتائج الاحتلال على المنطقة العربية والمستقبل العربي، وشارك في العشرات من المؤتمرات الفكرية في الدول العربية والأوروبية.

كان الدكتور/ عبد الوهاب الكيالي يتمتع بشفافية الحس التحليلي وصدق الحدس وسلامة التكهن، كأنه في كتاباته كان يقرأ في كتاب مفتوح، ويقول ماذا سيحدث في المستقبل.

لقد أمضى حياته في عطاء ونضال مستمر طويل وكبير وواسع من أجل الأمة والوطن والقضية، قاتل بالبندقية وبفكره وبقلمه الحر النزيه، كان أديباً وكاتباً ومؤرخاً ومفكراً سياسياً ومقاتلاً من أجل الهوية الوطنية والقومية، وكشف العديد من الحقائق التاريخية وعرى الأكاذيب والإدعاءات المزيفة للنظام العربي الرسمي والإمبريالية والصهيونية.

استشهد الدكتور/ عبد الوهاب الكيالي في عملية اغتيال جبانة في حي ساقية الجنزير في بيروت يوم 7/12/1981م وقد أحدث اغتياله أسي وحزناً عميقين في أوساط المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية العربية، نقل جثمان الفقيد إلى عمان في اليوم التالي حيث دفن فيها.

سقط الدكتور عبد الوهاب الكيالي شهيداً وهو في قمة عطاءه الفكري والثقافي والنضالي.

لك الرحمة يا د. عبد الوهاب من عند الله ونحتسبك من الشهداء وأن يسكنك فسيح جناته.